مؤسساتنا الدينية

الحديث عن التجديد في منهج الخطاب الديني داخل أروقة إعلامنا العربي  مجرد محاولات خجولة وغير جادة ونتيجة لذلك تشوهة صورة الإسلام الصحيحة أسباب ذلك التشوه إن المؤسسات الدينية في بلداننا العربية وخوفا من زلزال يهز سلطان عرشها المزمع لم تستطع فتح نوافذ أخرى لدخول معارف جديدة تواكب متطلبات العصر وتساهم في رقي الفرد بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة وترى الدين من زاوية واقع وحياة الناس أولا وقبل كل شي وليس من خلال تصورات خيالية غيبية لكن للأسف سيستمر ذلك التشوه مادامت مؤسساتنا الدينية تصر على حمل المجتمع فوق ظهرها في اتجاه طريق مسدود وبرؤية واحدة فقط وتصر أيضا على إبقاء تحالفها المستمر والأبدي مع المؤسسات السياسية  هذا التحالف ليس موجه لخدمة الفرد ولا لرقي المجتمع بقدر ما هو منفعة ومصلحة للطرفين والدي مازال يصر هو الأخر ولو بصورة خفية على إغلاق نافدة الفكر والرأي الحر للطرف الأخر والدي هو متمثل من عامة المجتمع سواء كانوا كتاب مفكرين أو من لهم فكرة نيرة تدفع بالدين والسياسة إلي وجهتهم الصحيحة  . ذلك الفكر الذي لا يرى بتاتا منفعته الشخصية في تلك الفكرة أو الرأي النبيل إنما اكبر همه واهتمامه موجه نحو الدفع بمسيرة الفرد والمجتمع وبجميع طوائفه المذهبية نحو موكب الحضارة لانتشال أمتنا من براثن الجهل والتخلف وإزالة كل الشوائب العالقة بجسد الإسلام ومسيرته وبكل ما تحمل معاني الفضيلة الإنسانية من معنى دون أي مساس أو تجاهل للتراث والتاريخ الإسلامي على انه نقطة الضوء المؤنسة داخل كهفنا المظلم وعلى انه الزاد الوحيد والنبراس الذي نستطيع ومن خلاله بان نبني عليه مستقبلنا الفكري الصحيح . لا اعتقد بان هناك مشكلة في ذلك لان بدون تلك الهبة السماوية هبة الفكر لا يمكن بان تصنع الحياة على ارض الواقع . ولا يمكن أصلا بان يصنع الإنسان .لكن نظرة الشك والريبة المتغلغلة داخل مؤسساتنا الدينية والسياسية والإصرار وبكل قوة على الاستماع لصوت واحد فقط  وغير قابل للنقاش  مازالت تلاحق كل ما هو فكري وواقعي وحضاري وأقنعت نفسها وبطريقة ما بأن حضارة الفكر الإسلامي لا يمكن بان تتعدى حدود أفكار السلف وأحاديث السلف فتحولت لغة النقاش الفكري الحر إلي نوع من الصراخ بين طرفين لا احد يريد أن يستمع للأخر  وفي جو مشحون بالعداوة أصبح بالتالي من المستحيل  زرع بذور الثقة ونبذ جذور الخلاف بين مؤسساتنا الدينية والمجتمع إلا بمساعدة هبة سماوية  وفي  ظل  هذه الغيوم التي تنذر بمزيد من الكوارث يظل الإسلام غريب  بين أحضان غريبة وشريعة جاهزة للتطبيق والحفظ  فقط دون أمل للفهم والبحث عن المعنى الحقيقي للدين حبا في المعرفة الصحيحة وبحثا عن الجوهر والمقصود . فمشكلة الإسلام سواء كان في المجتمعات العربية أو الغير عربية مازال لم يتحرر بعد من قيود الماضي مازال خاضع لأهواء وسياسات الغير مازال إعلامنا الديني منغلق داخل الطقوس والشعائر المقدسة ويضع الأحاديث النبوية سابقة عن القران ويهتم بالمظهر في الشخصية الإنسانية الإسلامية متجاهلا الجوهر الحقيقي للإنسان فغيب بذلك المواطن عن واقعه وبصورة مأساوية و حزينة . مازال إعلامنا الديني لم يستسيغ بعد بان تراثنا وتاريخنا الإسلامي المجيد ليس مجرد تكرار للزمن مثل نسخ من الكربون بل يجب أن نتعلم منه أخطاؤنا ونأخذ منه ما يلائم زماننا ومكاننا لم يعوا فقهاء الإسلام بان القران لا يخاطب الماضي بقدر ما يصرخ في حاضرنا لكي نستيقظ وان أخطاؤنا المتكررة في الإسلام ما هي إلا نقاط ايجابية لصالح الغير والدي يتربص ينا من كل اتجاه وقد أجاد فعلا ذلك وان كفة الميزان حاليا ليست في صالحنا وان مؤسساتنا الدينية لم تنجح بان تقبل التحدي في أهم نقطة جوهرية وهي الالتقاء حول طاولة مستديرة يجمعها نقاش فكري حر يتناول جميع قضايا المجتمع وعلى جميع الأصعدة الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لكي  نستطيع بان نقدم الحلول الجذرية والفكرية للفرد داخل المجتمع بصورة خاصة وللمجتمع ككل بصورة عامة ونتيجة لذلك المخاض العسير والدي لم يولد بعد برزت أيديولوجيا فكرية وسواء كانت تدري أولا تدري ففي حقيقة الأمر فان هذه الأيديولوجية لا يعني لها الإسلام شيئا بقدر ما تعني لها منفعتها الشخصية هي كل شي وبذلك تحول الدين من تغيير واقع الناس وبصورة صحيحة إلي قنابل موقوتة تفجر نفسها كيفما شاءت وأينما أرادت

تعليقات

المشاركات الشائعة